إنهم ينظرون إليك !!
فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
www.FAISALKHALED.com
قبل أن يتم تصنيفك ، فمن المهم في تطبيقات التواصل الاجتماعي وخاصة المجموعات التي تضم الكثير من الغرباء ، أن تعي بأن الأعضاء ليسوا أصدقاء و لا حتى معارف بالمستوى الاجتماعي التطبيقي الحي ، فمعرفة الاسم أو الرقم و الصورة ، لا يعني بحال بأن التعارف قد تحقق .
أن تكون بين غرباء ، فهذا مدعاة فعلية للتحفظ و الاحتياط ، و بما أن البعض قد يظن غير ذلك ، فإنه قد يقترف الأخطاء التالية بوعي أو دون وعي :
- إبداء الرأي في كل موضوع .
- التعليق و التعقيب بعفوية .
- استخدام ملصقات التعبير المشاعري أو الفكري دون تقدير أو انتقاء ملائم .
- أخذ أدوار تحكم أو سلطة غير مبررة .
كان هذا للتمثيل و تقريب الصورة ، و إلا فإن الأخطاء لا تعد و لا تحصى ، وهي تتمثل في حضور الشخصية و الأفكار و كامل التفاعلات الإنسانية و نماذج الاتصال و السياقات المتعددة .
من المهم فعلاً أن يعي العضو قوله ﷺ ( من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه ) و قوله ﷺ ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت ) ، و عملياً ليس لأحد الحق في الحكم على أحد ، ما لم تكن سلطة شرعية ، و إن كان من إنكار فليكن بدليل محكم واضح صريح صحيح ، فالاجتهادات الشخصية لا حد لها ، نطلع يومياً على عشرات الآراء التي نعتقد بأنها خطأة أو غريبة ، و لكن عندما تكون دون مستوى أهدافنا في الحياة ، فإننا نتجاوزها لكي نستثمر العمر كما ينبغي ، فلا يعنينا فلان ولا رأيه ، إلا إذا كان يمسنا بشكل شخصي و مباشر ، و إلا فالكل له حرية التعبير دون تجاوز للحدود .
إن ما يميز تطبيقات التواصل الاجتماعي ، قدرة الفرد فعلاً على تحقيق أعلى صور التأدب ، باستخدام المراسلات الخاصة ، قبل الدخول في نقاش عام ، قد يتحول إلى صراع وعداوة و تناطح ديكة ، فدائماً هناك طريقة صحيحة و أخرى خاطئة للقيام بالأمور ، و من جهل يتعلم و من أشكل عليه الأمر يستشير ، ومن عجز عن هذا و ذاك فعليه بالصمت ، فإنه أسلم و أحكم ، خاصة فيما لا ناقة للمرء فيه و لا جمل .
تظهر لنا الحوارات و الأنشطة و التفاعلات ، سمات و أنماط أصحابها و قدراتهم العقلية و المعرفية و الأخلاقية والدينية ، و مستوى الوعي و الإدراك ، فنرى الحكماء و العقلاء و الحمقى و المجانين والمغفلين في مكان واحد ، إلا أن الصمت قد يجعهلم جميعاً في كفة واحدة ، والعاقل لا يصدر إلا عن معرفة و لا يبين إلا عن علم ، و العكس عكسه ، فلا تكن عكساً .
تعتبر المجموعات معامل اختبار اجتماعي ، ومنها يختار الناس من جانسهم و شاكلهم ، فالطيور على أشكالها تقع ، فلا تضيع فرصاً بسبب تعجل أو تخسر صلة بسبب رد فعل ، فالكل يقيم الكل ، و ليس من يمشي مكباً على وجههي أهدى من سوي مستقيم .
فكن حذراً !! فأنت بين غرباء ، فسلوكك قد يرفعك أو يخفضك ، وقد يهبك نجاح العمر ، وقد يلقي بك في هاوية نهاية الأمل ، و أنا شخصياً عادة ما أضيف تحليل نمط الشخصية قرب اسم العضو ، لأميزه من بين المئات ، عندما سأتعامل معه يوماً ما ، و هناك بالفعل تصنيفات إيجابية و أخرى سلبية ، بينما يبقى الصامتون غالباً في منطقة الحياد التصنيفي ، لكونهم لم يقوموا بتفاعل يُذكر .