التحوط الشخصي بالذهب
فيصل خالد الغريب
العضو المنتدب لشركة عسجد للذهب و المجوهرات
مستشار تطوير الأعمال الاسترتيجية
@dr_faisalkhaled
www.FAISALKHALED.com
هل الذهب للنساء فقط ؟ لا .. تلبسه النساء و لكن الرجال يدخرونه ، دعني أطلعك على وعاء القيمة الأكثر موثوقية على وجه الأرض و عبر التاريخ ، لا يمكن لدولة ما أن تتخلى عن مخزونها الاستراتيجي من الذهب ، إنه دائماً هناك حيث لا يمكن الوصول إليه ، و تحت حراسة مشددة مستمرة .
إن المال الذي تحمله في محفظتك ، ليس سوى تعهد من الحكومة بأن هذه الورقة لها ما يضمنها من الذهب في الخزينة ، المال الحقيقي هو الذهب الذي تعهدوا لك بوجده في الخزنة تلك ، إنه الضمانة لتلك الورقة التي لا تساوي الحبر المكتوب عليها ، إلا أنها موثوقة بسبب الذهب القابع في السراديب .
في الأزمات تهرع الدول لشراء المزيد من الذهب ، الحكومة و الشعب – الأذكياء منهم – لماذا الأذكياء ، لأن امتلاك الذهب ، امتلاك أصل القيمة ، بينما الورق قد يفقد قيمته عند حلول الأزمة ، ما يعني ضعف التعهد لك ، ففي بعض البلدان التي تمر بأزمة حقيقية ، من يمتلك 50 مليون دولار في حسابه البنكي ، لن يجد في جيبه قيمة وقود سيارته الرولز رويس ، بينما يضطر البعض لسحب جزء من وديعته البنكية بعد بضع طلقات من سلاح AK47 كلاشينوكوف الآلي وسط بهو المصرف ! ليشتري ما يأكله أو ليعالج به مريضه .
من يمتلكون الذهب في خزائنهم ، لا يتأثرون بالأزمات ، فتحوطهم بالذهب كفيل بأن يعيشوا حياتهم و كأن شيئاً لم يكن ، سيحمون أعمالهم و أسرهم من التأثر بأي أزمة تخطر لك على بال ، كالأزمات الاقتصادية و السياسية و الوبائية وحتى الحروب ، فمن يمتلك الذهب ، سيمكنه النجاة بإذن الله تعالى .
الذهب دائماً يحتفظ بقيمته ، وهو معدن مرحب به في بلدان العالم ، و هو لغة يعرفها جميع سكان الأرض ، إلا أن القلة من يمتلكونه ، إنه من يزود تلك القلة بالسلطة و القوة و المكانة و الحظوة ، ليس هذا فحسب ، فهو بذلك يفتح لهم الآفاق ، للاستثمار في كل ما يخطر لك على بال ، ( و أحل الله البيع و حرم الربا ) .
” نعم المال الصالح للرجل الصالح ” المال قوة ، و القوة تساعدك على البقاء ، حافظ على قوتك بامتلاك الذهب عبر تحويل سيولتك النقدية الفائضة إلى الذهب الخالص عيار 24 ، و اعرف بعدها كيف تنمي مخزونك الشخصي من الذهب ، و حول مدخراتك إلى سبائك ذهبية ، و إن كنت ستهدي أحداً شيئاً فليس هناك ما هو أكثر قبولاً و قوة من سبيكة ذهبية ، و إن احتجت إلى سيولة عاجلة ، فالكل سيفرح بشراء الذهب منك .
واقع الأمر أنك بامتلاك الذهب الصافي تضع مالك بين يديك فعلاً و تحت تصرفك الكامل ، و هذه قوة ، و تذكر بأن المال الورقي أو الرقمي الذي تحتفظ به هنا أو هناك ، لا يساوي قيمته الحسابية ، فهو أقل مما تظن ، فالضرائب تلتهم جزءاً منه ، و التعهد به قد يضعف ، أما السبائك الذهبية فلا تخضع للضريبة ، إنها القيمة الثابتة و المال الحقيقي الذي يقبله العالم كله .