العالم تغير
فيصل خالد الغريب
مستشار تطوير الأعمال
@dr_faisalkhaled
1439/11/5
العالم تغير و السوق تحول ، فمنذ التسعينات كنت أعاني من عدم تقبل المجتمع التجاري للتقدم التقني و الأفكار الجديدة في الأعمال و أساليب إدارتها، ما اضطرني للتحول إلى أسواق جديدة خارج محيطي خاصة وطبيعة أعمالي في إطار الخدمات التجارية – قطاع لا يمكن الاستغناء عنه – فقد كانوا أكثر تقبلاً و انفتاحاً و اطلاعلاً ، اليوم أواجه ذات الفئة من التجار ورجال الأعمال ، ولكن لست وحدي هذه المرة ، فالتحول الاقتصادي أصبح ظاهرة ، والأعمال الجديدة التي كانت مثار شك وريبة في الماضي ، أصبحت اليوم هي الحاضر و المستقبل .
السوق اليوم لم يعد للتقليديين من التجار و رجال الأعمال ، فمستوى ونوع الذكاء اختلف باختلاف ظروف العمل التجاري اليوم و هذا منطقي إذ لكل زمن نمط تفكير ، و إنني أراقب بعيني عدداً من المشاريع التجارية قيد الانهيار اليوم ، بسبب تحجر عقول أصحابها و مقاومتهم للتغيير و التطوير وفقدانهم للمرونة العقلية و السلوكية المطلوبة في ظروف التحول . وهذا أمر كان يمكن تجاوزه ببساطة ولكن سنة الحياة أن لا تبقى لأحد .
يفتح السوق ذراعيه للمشاريع غير التقليدية ، ويرحب بالابتكارات و المبتكرين و المخترعين ، هناك جيل جديد من التجار يفهم لغة اقتصاد المعرفة ، وقيمة العلم و المهارات و الأساليب الفردية الشخصية و المجتمعية الجمعية ، وحتى الكلمات و العبارات أصبحت ذات قيمة عندما تصف فكرة أو تكتب إعلاناً ، كل هذا اندرج ضمن قائمة الاقتصاد المعرفي و النجاح المادي ، لم يعد رأس المال وحده عنصر الارتكاز الأوحد ، فقد حان الوقت ليكون للأفكار ثمن و للمواهب قيمة ، وستجد مستثمراً أكثر اطلاعاً ومعرفة و أوسع رؤيا ، ونتائج هذا واضحة جلية اليوم ، أنشطة تجارية تقليدية استمرت لعقود ، تعلن إفلاسها أمام الجميع ، و استطاع شباب صغار أن يديروا مجتمعات مالية كاملة بضغطة زر عبر ابتكار تطبيقات الهواتف المحمولة ، ودخلت أساليب بدائل الطاقة و المساكن الذكية و الاقتصادية و المرافق الخدمية المتقدمة إلى حيّز التنفيذ والواقع ، وبالأمس كانت مرفوضة تماماً و تعد ضرباً من ضروب الخرافة .
السوق اليوم للأذكياء ، والمشاريع النوعية ذات الأداء العالي والمعقد نسبياً ، و المنافسة اليوم لم تعد على الثروة بل الفكرة ، فرؤوس الأموال الجبانة ستغادر وهذا طبيعي ، وستتدفق رؤوس الأموال الذكية ، ضمن مفاهيم تجارية حديثة ومتقدمة ، وسيكون من الطبيعي أن تجد من هم سن الثامنة عشر رواد أعمال من الطراز الأول .. إنني سعيد بأن اقتصاد المعرفة الذي أمضيت سنوات طوال في التعريف به و أسست شركة باسمه ، أصبح اليوم حقيقة واقعاً و ملموساً على يد الأذكياء فقط .. العالم تغير و سيتغير و لكي تنجو عليك أن تتطور .
التوقيع
السعيد من وعظ بغيره
إدارة الأعمال هنا