سبعة مليارات فكرة !

Views: 819

سبعة مليارات فكرة

فيصل خالد الغريب 

رئيس مجلس إدارة شركة اقتصاد المعرفة

مستشار تطوير الأعمال الاستراتيجية

@dr_faisalkhaled 

www.FAISALKHALED.com 

المال عنصر مهم لتسريع نجاحك ، ولكنه قد يكون نتيجة لأفكارك التي تنفرد بها في محيطك ، إن كنت تتنظر الحصول على المال لبدء مشروعك ، فلعلك لن تقوم به أبداً ، الثراء الفعلي هو أن تمتلك ما يمكنك تحقيقه من أفكار على أرض الواقع ، فالمال ينجذب للأفكار القابلة للتنفيذ .

لكل إنسان على وجه الأرض فكرة يرغب في تحقيقها في الحياة ، و هذا قد يجعلنا أن نتوقع وجود سبعة مليارات فكرة في هذه اللحظة دون مبالغة ، و بكل تأكيد ستجد العديد من الأفكار المتطابقة حتى في معظم تفاصيلها إن لم يكن كلها … ربما ! ، و مع ذلك فلن يصبح الجميع أثرياء ، لأن المال في حد ذاته رزق و له أسبابه – وهذه مسألة أخرى ، ليس هذا محل عرضها – وحتى الأفكار المتطابقة حرفياً قد لا يكتب لها أن تُطبق جميعاً ، فهناك دائماً فرص قليلة للغاية تجاه الأفكار و بشكل نسبي زمكاني ، و يبدأ الأمر يصبح أوسع أفقاً إذا كنت تمتلك القدرة على تحويل أفكارك لواقع ملموس ، حينها سيبحث المال عن مسارات نموه فيها .

إياك أن تظن بأن كل ثري قادر على أن يحقق واقعاً لأفكارك أو حتى أفكاره هو ، فهناك عدد قليل من رجال الأعمال الحقيقين على وجه الأرض ، ومجمل ما تراه من ناشطين في الأعمال الحرة و المشاريع الخاصة ليسوا سوى ملبي احتياج مجتمعي ملح ، و خاصة على المستوى الحكومي ، ونادراً ما ستجد من ينشط في الإطار الريادي غير التقليدي .

رواد الأعمال ليسوا كما درجت الحكومات و المجتمعات الاستهلاكية على و صفهم به في الإعلانات والمؤتمرات الكرتونية ، فرواد الأعمال هم أولئك الذي يعملون خارج إطار المنافسة ، منطلقين من أراضٍ بكر لا منافس و لا سابق لهم فيها ، ففي الواقع مصطلح رائد أعمال في مجتمعنا ، مصطلح مشوه لا يمت لمعنى الريادة بصلة – لا تنسى بأننا مجتمعات استعراضية – فالريادة خلق أفكار و فرص و أسواق جديدة لم تكن مألوفة في واقع الحياة المجتمعية … مشاريع الندرة لا الوفرة .. ولكل قاعدة شواذ .

مجتمعاتنا فعلياً ليست مجتمعات معرفية على معظم الأصعدة ، حتى كتابة هذه الأسطر على أقل تقدير ، و لكن المعرفة هي أساس التقدم الفعلي ، ومنها منبع الإنتاج الإنساني عبر العصور ، إن السر يكمن في تحويل المعرفة إلى اقتصاد متسارع النمو و الإنتاج ، الاقتصاد المعرفي هو تحويل العلم إلى مال و ثروة ، والفكرة إلى واقع ، عبر معايير تقييم ومعالجة دقيقة لعوامل متشابكة ومعقدة الارتباط في محيط غير مستوعب للصورة الكاملة للمشروع ، وعلى أي حال ، فإن كنت تمتلك المعرفة ، فستمتلك المال و الثروة و هي محصلة لذلك . 

ليس مهماً أن تملك فكرة ، المهم أن تعرف كيف تجعلها واقعاً ، أما المال فهو تحصيل حاصل ، وستجد ذكياً يفهمك !