عالم المطلقات 2/3

Views: 1172
عالم المطلقات 2/3
فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الاتصال البشري
@dr_faisalkhaled
مرحباً مرة أخرى ، لاشك في أن الحياة تحتاج لشيء الترفق وعدم العجلة ، فالوقت كان كافياً لإعادة النظر فيما طرحته في الجزء الأول ، واليوم ستكونين أكثر مرونة وقدرة على استيعاب موقف الطلاق ومعطياته الخاصة .. فالطلاق فعلاً ليس نهاية العالم ، بل مفهوم جديد للحياة ، لننتقل إلى صلب الموضوع و أول عناصر العرض .
الشعور بالوحدة 
الثنائية الجنسية ما بين الذكور والإناث في الحياة ، جزء من تركيبة العيش الطبيعية ، إلا أن الحياة لن تتوقف على هذا العنصر بالذات ، نعم فالحميمية بين الزوجين تمنح الدفئ كما تمنح نوعاً من أنواع السعادة الدنيوية ، وفيها إشباع حسي ومعنوي وعاطفي ، إلا أن الأمر في ظروف ما ، يمكن التخلي عنه عند الضرورة مع استمرار الحياة دون توقف .. وإليك الخطوات :
١- تعرفي على الخطأ والصواب في هذا .
٢- ابتعدي عن الشخصيات المثيرة في حياتك .
٣- ودعي مسلسلات الإثارة والتشويق .
٤- أشيحي ببصرك عن ما يمكنه دفعك نحو الحميمية الذهنية أو الفعلية .
٥- مارسي الصوم فهو يحميك ذهنياً وثنيك جسدياً عن الشهوات الحميمية .
٦- ذكرك لله سيمنحك قوة تحمل غير معهودة ولن تكون هناك معناة وستستبدل بشعور مريح .. جربيه . . فالأمر سيتجاوز كل توقعاتك ، إذ أن للسعادة جوانب متعددة قد تتفوق بمراحل على ضرورة الزوج .
أشعر بحاجة لزوج يسكن مشاعري فكيف أتصرف ؟ 
الحاجة للملاطفة الزوجية قد تدغدغ المشاعر من حين لآخر ، هذا طبيعي مع بدايات فترة الإنفصال ، فالذكريات لا تزال ساخنة ، ولكنها ستبرد مع مرور الوقت وتبرد حرارتها ولا تعود شهية كما كانت ، هنا عليك بالصوم فإنه يقلص شهوتك ويمنحك قوة تحمل لم تعهديها والمرأة ليست كالرجل في هذا فهي أكثر قوة في كبح جماح نفسها من الرجل القوي كما يظهر .. ويبقى الأمر عاطفياً لا أكثر ولن يطول .. وإليك الخطوات :
١- توجهي بعاطفتك نحو أبنائك أو نحو أسرتك ، وستنالين إشباعاً كافياً من العاطفة المتبادلة .
٢- قومي بأدوار اجتماعية جماعية وفعلي دورك في الحياة بشكل ملموس .
٣- مارسي بعض الأعمال غير المختلطة ، ولا تعرضي نفسك للمثيرات .
٤- القراءة والكتابة تمنحك قوة معرفية للسيطرة على مجريات حياتك الذهنية والسلوكية .
الرابط الأبدي
يبقى أن بين الطليقين رابطاً أبدياً لن يزول إذا نشأ بينكما ، فالأبناء إذا ما تشكلوا ما بين الطليقين فإنه الرابط الذي لا يمكن كسره ولا قطعه إلى الأبد ، ويعد هذا حملاً لا ينبغي تجاهله أو التخلي عنه ، فالأمر لم يعد قراراً فردياً .. فهناك ما يجب الإتفاق عليه والمشاركة فيه مدى الحياة ، وحتى بعد زواج كل منكما من آخر .. إنها الأمانة المشتركة بينكما .
أما بعد 
بعد الطلاق ستتشكل الحياة في صورة مختلفة ، وهذا كل ما في الأمر .. أنت بحاجة لوقفة تأمل ذكية لا أكثر .. لفهم قواعد اللعبة أولاً ، ثم أخذ مكانك الصحيح ضمن المجتمع ، وهنا عليك التفكير بنفسك لا بتفكير الناس من حولك ، فهم ينظرون إليك ولا يعيشون بداخلك وهذا فرق جوهري .
فالناس كعنصر مؤثر ، لا يمكنهم تغيير حياتك إلا بموافقتك ، واستسلامك لأفكار الغير ، هو الإذن الذي يمنحهم السيطرة على أفكارك ثم توجيهك ، وهكذا يتم تسليم مقودك لهم .. !!
المجتمع 
لو كنت في عصر العرب الأوئل لتقاتل عليك فرسان القبيلة بمجرد سماعهم بخبر طلاقك هذا، فالمطلقة عند العرب لها شأن ومكانة ، ولا يزال هذا أمراً معمولاً به في بعد بلدان العرب ، بيد أن الناس قد تغيروا وتغيرت معاييرهم تجاه المطلقات ، ولكن المجتمع يحترم الأقوياء أو من يشبهون الأقوياء ، وهذا دور سهل يمكنك القيام به طوال الوقت .. ففي الوقت الذي تعيش بعض المطلقات تعاسة باختيارهن فيزيد المجتمع ضغطه عليهن من باب اللامبالات لا أكثر ، بينما يقدم التحية لتلك التي لا تأبه له شاقة طريق نجاحها بعزم وتوكل على الله وسأخبرك كيف :
١- المجتمع اليوم لا يقرأ كما أمرنا الله تعالى .. فكثير من الناس لا يملكون علماً بتاريخهم الإسلامي أو العربي على أقل تقدير .. هناك تسطيح للمعرفة .
٢- المعتقدات المجتمعية تنشأ عبر الإشاعات وما تتداوله الألسن ويمكن لأي جاهل أن يُجري أمثالاً مغلوطة عن المطلقات فتسير بها الركبان .
٣- قصص الطلاق فيها إثارة وتشويق .. ويعشق الجهلة الفضائح ، تماماً هذه هي الغيبة المحرمة عندما يتناقل المحيطون الخبر مع بعض الإضافات .
٤- لا يعيش الناس الحالة التي تواجهين تفاصيلها لذلك فهم لا يشعرون بك كما ينبغي ، وليسوا مطلعين على تفاصيل حالتك ، وليسوا مأهلين لحلها ، فلا تنشري قصتك في المجتمع .
٥- أنت للمجتمع قصة للرواية لا أكثر .. ودورك هو كتابة قصتك كما تودين فعلاً ، بكل تفاصيل النجاح التي تتمنينها في حياتك ، وهذا ما نسميه بالتخطيط بالسيناريو ، وسأفرد لهذا حديثاً خاصاً .
٦- تقبلي جهل المجتمع بحقيقة أمرك ، وركزي على نجاحك فهذا سيبهرهك ، لن تتصوري مدى سهولة النجاح فيما لو وجهتي تركيزك إليه – أي لنجاحك الشخصي – فهو المورد الذي سيدفع بحياتك نحو الأمام تجاه المستقبل ، بينما المجتمع سيربطك بالماضي .. تجاهليه حالياً .
تجربة ناجحة 
التجربة الناجحة هي تلك التي يخرج منها المرء بنتيجة واضحة تجاه ما بين يديه ، فيقرر عن بينة وعلم ووعي تام وفق الأدلة والبراهين الظاهرة .. ربما كان هذا الطلاق هو الهبة الربانية لك لكي تسعدي بحياتك وعليك تقرير ذلك .. فالحياة بعد الطلاق نموذج جديد لتفاعلك مع العالم ذاته وفق سياق مختلف .. خضت سابقاً مرحلتين وأنت الآن في الثالثة .. وعدد كبير من البشر يخوضنها غيرك ، كنت عزباء ثم دخلت عالم الحياة الزوجية وها أنت تدخلين حياةً ثالثة ضمن منعطف بسيط لا يبعدك أبداً عن طريق حياتك الرئيس الذي تتشاركين فيه مع كل البشر ، وستنجحين مع كثيرات اخترن النجاح لأنهن خطون خطواته .
لتكن قوة إرادتك أكبر من توهامتك ، وهذا ما سنتحدث عنه في العدد القادم بإذن الله تعالى ، إلى ذلك الحين ، استمتعي ببناء خطة حياة جديدة ، قومي برسم عالمك الخاص ، بأجمل ألوان الطبيعة ، فغداً ستحققين نجاحاً وستنالين سعادة .. فقط استعيني بالله وتوكلي عليه ، وسنكون معك هنا لدعمك إن شاء الله .. إلى اللقاء .
Comments: 0