هل هذا معقول ؟
فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
من السهل جداً ادعاء المهارات و القدرات ، و لكن من المدهش حقاً أن ترى من يمارسها فعلاً ، هناك أمر علينا أن نقر به ، الفعل هو الحد الفاصل ما بين الحقيقة و الكذب ، يعجز الناس عن استيعاب قدرتك على القيام بأدوار متعددة في الحياة ، فمعظم الناس لا يحسنون أكثر من دور أو دورين في الحياة ظاهرياً ، أما أن يتجاوز أحدهم خمسة أو عشرة أدواراً ظاهرة للعيان، فسيكون هذا ادعاء كاذب من وجهة نظر العامة .
لا يفطن الناس لقدراتهم الكامنة ، ومعتقداتهم تحد من قدراتهم ، وعليك أن لا تغتر بالكثير من المسلمات في الحياة الاجتماعية ، إذا ليس لمعظمها أي سند علمي ، وعادة ما يتناقل الناس الأغاليط على أنها قوانين كونية ثابتة ، و سرعان ما يظهر خلاف ذلك عند التجربة الفعلية .
معظم الناس لا يدركون دور السياقات في الحياة ، و لا دور العلم و المعرفة و الممارسة في بناء شخصيات تبدو أكثر قدرة على النجاح المتعدد أو المتكامل ، ومع ندرته لأسباب كثيرة ، يبقى الأمر حقيقة واقعة قابلة للتكرار و النمذجة في شعوب وبلدان مختلفة ، أمر يمكن تكراره ما بين الأشخاص دون شك .
ولكي يكون الأمر واقعياً من وجهة نظرك أنت ، فإنه يمكنك تتعلم أكثر من فرع من فروع العلم دفعة واحدة إن امتلكت العزيمة ، كما يمكنك أن تمارس التجارة في عدة أنشطة في زمن واحد ، كأن تمارس السمسرة العقارية ، و تكون مالكاً لمطعم ، ومستثمراً في شركة مساهمة لتجارة التجزئة و شريكاً في شركة للمقاولات العامة وعضو مجلس بلدي ، ومؤلفاً و كاتباً صحفياً و مدرباً في مجال الأعمال ، هذا لن يتعارض مع كونك ممارساً لهواية الصيد و طياراً شراعياً في العطلات ، و إن كنت ستمارس الدعوة ضمن ذلك كله ، فلا أشك في أنك ستكون مميزاً كداعية يعايش الواقع بكافة تفاصيله .
لا يبدو الأمر لمتعددي المواهب و القدرات معقداً ، فالسياق يحدد نمط الشخصية في حينها ، وشيء من الوعي و التنظيم ، كفيل بتحقيق أهدافك في كل مهارة ، بغض النظر عن تميزك في جمبعها أو بعضها ، ولن يتعارض هذا مع كونك متخصصاً في أحد تلك الفنون وبارزاً فيه .
من لا يمتلكون المعرفة و المهارة و الأهداف ، يكتفون بكونهم جزءً من خطط الآخرين ومنفذين للأوامر ، شخصيات تقوم بدور محدد ومحدود ضمن نجاحات قيادات تمتلك مهارات ونجاحات أكبر ، هذه الفئة من الناس ، هي من تظن بأنك شخصية افتراضية ، لأن الأمر يفوق تصور معظم الناس ، حيث تأطرت عقولهم وتعلمت ، بأن تقوم باختيار دور وحيد في الحياة ، دون النظر إلى ما يمتلكون من موارد شخصية لتوسيع دائرة منجزاتهم ، و إدارتها بشكل فاعل .. و السر هنا يكمن في كلمة واحدة ( إدارة ) فإن أدرت حياتك وفق منهج صحيح فستأتي بما لم تستطعه الأوائل .
أنت أقدر مما قد أخبروك به !



