في صبيحة العيد

Views: 1914

في صبيحة العيد

فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled

استيقظت صباح العيد فرحاً مسروراً ، و ما هي إلا ثوانٍ حتى مر أمامي شريط أناس يتضورون جوعاً وقلوبهم تعتصر ألماً ، سألني أحدهم منذ أسبوعين و قال لي في تهكم ( أنتم من عالم آخر ) وتوقفت حينها عند عبارته تلك ، فهي تعكس شطر صحة و خطأ !

ربما لبس البعض الجديد في العيد ، ولكنه بات طاوياً لا يمتلك كسرة خبز ، وربما بات آخر و هو يعي بأنه سيبقى في منزله يوم العيد ، هرباً من أعين الناس و ألسنتهم ، إذ لم يجد ما يكسو به نفسه و أطفاله ، ففي يوم العيد هناك من يرش الماء على ثيابه لكي يشعر بشيء من البرودة على جسده شبه العاري ، بعد أن قطعت عنه الكهرباء !

تتعدد الصور ، ولكنني أنظر في بعض أسماء من يتابع حالتي على ( واتساب ) ورسائله و رسائل( فيسبوك ) و ( تويتر ) و ( ماسنجر ) وعبر الهاتف و من طرق الباب ووو.. إلى آخره ، و أنا على يقين تام من أنه كأحد من ذكرت آنفاً ، حزنت عندما أدركت ضعفي وعجزي وقلة حيلتي تجاه كل أولئك ممن عرفت حالهم و أدركت حاجتهم و لمست عزتهم .. يبقى المرء ضعيفاً عاجزاً أمام سيل من تلك الحالات و تلك الجدران الصامتة في يوم عيد .

ولكنني سرعان ما تذكرت ، بأن الله رحمن رحيم كريم ستير ، ابتسمت وسكنت نفسي ، وتذكرت بأن لله تعالى أقداراً على عباده ، و بأنه لا يكلف نفساً إلا وسعها ، وبأن للصبر على البلاء عاقبة حسنة، و بأننا نفرح في العيد بتوفيقه لنا لطاعات عظيمة و منح من الأجور جزيلة ، عندها خرجت من منزلي لأمنح و أتلقى التهاني ، فتقبل الله مني ومنكم الطاعات ، و عليَّ الآن أن أستعد للنوم ، داعياً للجميع بالسعادة و الرضا وسعة الرزق ، فبعد كل عسر يسر.

Comments: 0