ممارسة النجاح
فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
تنبه لهذا ، فكثير من الناس يظنون بأن النجاح هبة أو فرصة أو حتى صدفة غير مسببة ، وهذا كله تصورات عارية عن الصحة ، فإن النجاح لن يكون حليف من اعتاد النوم و الكسل والخمول ، هذا إن لم يكن الهدف هو إحراز رقم قياسي في الغطيط أو التثاؤب ، فهذا شأن آخر .
في واقع الأمر يتم تشكيل النجاح على مدى طويل نسبياً ، فالفرصة تكون سانحة للشخص المؤهل لها ، فهي لا تعد فرصة لشخص غير مستعد ، ولذلك تفوته بكل بساطة و كأن شيئاً لم يكن ، فعملياً النجاح يتشكل من أجزاء متجانسة من قدرات و مهارات و ظروف و موجودات و معتقدات ومفاهيم معرفية و ممارسات آنية ويومية ، تجتمع مع بعضها البعض بشكل تزامني لتعطي مزيجاً مركباً ينمو أو يتحضر عبر تفاعل واعي ليشكل نجاحك المنشود .
النجاح عدد من الجزئيات الدقيقة المُدركة بوعي منك ، فأنت بهذا تعي ما يمكنك القيام به نوعاً ومستوى ، وتمارس مماراسات تعزز من إمكانيات تفوقك على الدوام ، أي أنك تنجح نجاحات صغيرة في كل نشاط ذهني أو عملي تقوم به على الدوام ، فأنت بهذا تشكل انطباعاً عن كونك شخصية متميزة و تستحق التقدير ، أي أنه يمكن لمن لا يعرفك بأن يصفك بالشخصية الناجحة من اللقاء الأول ، ويُعزز هذا الوصف مع مرور الزمن ليكون جُل من حولك مقرين لك بعلو كعبك فيما تقوم به .
لا يستوى شخص ناجح مع غيره من الناس ، فالأمر يتعلق بالوصف و الموصوف ، ولكل نوع من البشر صفات تحدد شخصيته و تخرج غيره عن دائرته ، ولذلك فإن كنت تسعى لنيل وصف النجاح ، فإن عليك أن تمارس ما يتطابق مع هذا الوصف في كافة الظروف الممكنة ، لا يمكنك أن تتنازل عن نجاحك ، فإن كنت ناجحاً فإن هذا شيء لا تتصنعه بل هو جزء من تركيبة شخصيتك و ممارساتك ضمن مستوى اللاوعي ، فأنت تمارس النجاح كعادة تلقائية وذاتية التشغيل دون أدنى جهد ذهني منك ، مع قيامك بمتطلبات الجهد الفعلي الملائم مع تطبيقاتك الذكية للنجاح .. مارس النجاح لتكون صانعاً للفرص و مقتناصاً بديهياً لها .
أن تمارس النجاح .. فهذا يعني بأنك تتعامل مع ظروفك ومعيقاتك المحيطة بذكاء وحسن تصرف ، دون تذمر من واقعك المؤلم في ظل غياب المساند أو المعين ممن هم حولك ، إذ عليك أن تحقق نجاحات ذاتية لا تعتمد فيها على أحد من الخلق معتمدا على موجوداتك ومستعياً بالله وحده ، لكي تكون ذاتي التميز في الأداء الشخصي ، فهناك من يمارس النجاح في ظل ظروف محددة ومحدودة ، ويتوقف بمجرد خروجه عن ذلك الإطار الذي ألفه فيفشل فشلاً ذريعاً لغياب المعين ، تأكد من أنك ذاتي النجاح فردي الأداء ، وبعدها فلا ضير من التعاون مع الآخرين و الاستفادة من الظروف المحيطة و التكيف معها وفق خطوات واعية ومُدركة من قبلك دون تعلق بها ، مارس تعاونك كشخصية ناجحة في حد ذاتها … بتواضع وثقة .