أهمية الخبرة
فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled
تعد الخبرة عنصراً مهماً في توجيه بوصلة القرارات و أداة مهمة في حماية التوجه من الإخفاقات المتكررة ، و تعكس الخبرة التجارب غير الفعالة في تحقيق أمر ما ، مجنبة متخذ القرار عناء إعادة المحاولة بنفس معايير التنفيذ المخفقة سلفاً .
يشكل الأداء الذهني ركيزة الفعل الأولية ، وحصولك على قدر كافٍ من الخبرة ، لن يساعدك في النجاح فحسب ، بل سيختصر عليك المزيد من الطرق ، التأني و السرعة أداتان فاعلتان في إطار الخبرة بحسب النموذج الذي يتم التصدي له ، واختيار الأداة الأنسب خاضع للمعطيات الظرفية لتحقيق أصوب النقاط و أكثرها تأثيراً .
غياب الخبرة يجعل كافة الخيارات المتاحة متساوية من حيث السهولة أو الصعوبة ، ما يقود لإخفاقات ظاهرة على صعيد التوقيت و النتائج ، ولهذا فإن للخبرة ثمن ، وللخبراء مع معطياتهم المعرفية المعيارية حدس لا يخيب ، نتيجة نمو ملكة التحليل و رهافة الحس و تشكل تراكيب مقارنة عقلية ناتجة عن معالجة معطيات سابقة في سياقات مختلفة سبق نمذجتها ، وهذا هو مكمن سر الخبرة ، المعالجة الذهنية الآنية .
إن امتزاج الخبرة بالمعرفة و المهارة الذهنية و الدينامكية الأدائية ، يعطي قيمة مضافة للخبير على من سواه من أقرانه و شركائه و المستفيدين منه أياً كانوا ، ولذلك فإن شركاء المهنة يتفاوتون بحسب خبرتهم و مدى عمق وتنوع تلك الخبرة و مستواها ، فهو يعرف أين يضع خطوته التالية ( ولا ينبئُك مثل خبير ) .
