القرارات المصيرية

Views: 2909

القرارات المصيرية

فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الإتصال البشري
@dr_faisalkhaled

 

حياتنا قراراتنا و هي بناء تفاعلاتنا فيها ، فنحن نقرر ما نريد وما لا نريد ، إننا من يصنع واقعنا بأنفسنا ، ولكننا عندما نقع في مشكلة ما ، فإننا سنلقي بالائمة على الآخرين ، وبغض النظر عن تأثير الآخرين في حياتنا و على قرارتنا الشخصية ، فإننا وبلاشك من يتخذ القرار فعلاً .

إن المبادرة و الامتناع قرارات صريحة ، وهما السياقان الأساسيان ، في حين يشكل على البعض حالة التردد و التشتت و الاضطراب ، وهذا هو السياق الثالث حيث يقرر فيه المرء أن لا يختار ، إما لغياب المعرفة بذات الخيار المتاح أو لجهله بعواقبه .

ومع أننا نقرر أن نقف وأن نقعد و أن نمشمي و أن ننعطف ، إلا أن هناك قرارات أكثر تأثيراً على سياق وتوجه حياتنا برمته ، فاختيار تخصصك الجامعي أو مهنتك المستقبلية أو زوجتك المرتقبة أو مكان سكناك أو نوع استثمارك لمدخراتك المالية أو حتى تدينك من عدمه ، فإنها قرارات ستؤثر على مادونها من تفاصيل حياتك ، وسترسم مستقبلك برمته .

ربما قررت أن تتخلى عن دراستك من أجل وظيفة أو مشروع تجاري مربح في حينه ، و ربما صارعت من أجل الزواج من فتاة بعينها ، أو قررت فجأة مغادرة بلدك للعيش في آخر لا تعرف فيه أحداً سوى رغبتك الجامحة لاستكشاف حياة جديدة أو الهروب من واقع ما في بلدك .

هناك من قرر عبور البحر على قارب مطاطي لبلوغ شواطئ قارة أخرى ، ولكن الموج أخفاه ومن معه في أعماق المحيط ، وآخر ربما صنع ثروة هناك ، إلا أن ثالثاً وقع ضحية عصابات الاتجار بالبشر ، وكل هذا ناتج عن اتخاذ قرارات مصيرية ، وهي القرات التي ستحدد مصيرك فعلاً ، ومن هنا عليك أن تتأكد من سلامة قراراتك تلك ومدى موثوقية الاعتماد عليها ، و أنت وحدك من سيقرر في نهاية المطاف ، وعليك تحمل نتائج قراراتك ، حتى و إن ساعدك أحد ما على اتخاذها ، فأنت وحدك المسئول في نهاية المطاف و ليس هو .

إن للقرارات المصيرية تبعات ، وربما جعلت من حياتك أسهل – فمن يدري – وكل ما في الأمر ، هو أن تكون على يقين من أن ما تقوم به سيكون الأفضل وفقاً لاعتبارات الشرع والعلم والحكمة ، إذا لا مجال للأهواء والرغبات والتجارب ، فالقفز من قمة بمظلة ، يستوجب عليك التأكد يقينياً من أن مظلتك التي تحملها في حقيبة ظهر قابلة للفتح ، وبأنك أنت شخصياً من قام بتوضيبها و تهيئتها و ليس شخصاً آخر .. فالصخور على سفح الجبل لن تكون رحيمة بمن سيقط عليها ، فقفزتك رحلة في اتجاه واحد ، إنها تذكرة سفر بلا عودة ، فقرر بتفاؤل و إيجابية أن تكون ذلك الناجح المتفوق الذي يقتدى به ، لأنه القرار الذي يتمناه الجميع ، ولكن الذين يقررون أن يتمسكوا به .. قلة !.

 

Comments: 0