الروحانيات المهلكة
فيصل خالد الغريب
@dr_faisalkhaled
الروح جزء من تركيب الذات البشرية وهي غير مدركة مادياً ، ولهذا فهي موضع مزاعم تأثير و تأثر تتجاذبها الديانات و العلوم المحرمة وحتى الأوهام العقلية ، ولكننا نمتلك سنداً شرعياً من عند الله – الخلاق سبحانه – في هذا الشأن ، قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً، إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} [سورة الإسراء: الآيات 85-87] .
الروح ذلك الجزء الخفي الغامض ، يتغذى وينشط ويقوى بالإيمان و الأعمال الصالحة ، بيد أن هناك من يدعي بأن له قدرات روحية يبلغ بها صوراً حسية مادية من الأفعال تخرق العادة ، في زعم جازم بالتحكم التام ، إنهم الروحانيون ، وهم طائفة من السحرة و المشعوذين الذين خذلتهم هويتهم السحرية القديمة التي تعرت أمام الموحدين ، فالسحرة الأشرار هم اليوم الروحانيون الطيبون الذين يسعون لإسعاد البشر تحت ستار الروح المبهم .. زعموا !
الروحانيون ( السحرة ) يدّعون كرامات وقدرات مبعثها صلاحهم ( فسادهم ) فيعقدون وينفثون ويفرّقون ويجمعون ، ويبيعون الخواتم المخدومة و القلائد الموسومة ، وغيرها من أعمال الجن و الشياطين .
الرواحونيون اليوم يستخدمون تطبيقات التواصل الاجتماعي لخداع الجهلة واليائسين من ضعاف الإيمان ، ليقودوهم نحو الشرك و الكفر بالله ، يجرونهم جراً نحو عالم الشياطين المظلم ، ذلك العالم الذي يعج بالكائنات السفلية التي تزيد من يعوذ بها رهقاً ومعاناة ، قال تعالى ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) سورة الجن ) .
الروحانيون ( السحرة ) ينشطون في منطقة ما وراء الإدراك و ما وراء الوعي وما وراء الطبيعة ، حيث لا يمكن للمنطق أن يعمل ، في دائرة الجهل هي حلبة المواجهة مع واقع زبائنهم ، وكل هذا من أجل إرضاء إبليس لا غير ، قال تعالى : ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85} سورة ص ) إنها المسيرة الشيطانية نحو الآخرة ، وفق طقوس التحضر للجحيم .. يالها من ورطة .
لن نهمل الحديث عن الروح و لن نتجاهل ما لا يمكن تفسيره من خوارق للعادات ، إلا أن علوم السحر لا يمكنها إلا تكون تحت رعاية شيطانية بامتياز .