السلوك ضمن منظومة الأسرة

Views: 2190

السلوك ضمن منظومة الأسرة 

 فيصل خالد الغريب 

المستشار وخبير الإتصال البشري والإستراتيجي 

المشرف العام على مجموعة حياتك أسهل 

@dr_faisalkhaled  

الأسرة عالم مصغر يحفل بالكثير من الأحداث والمزيد من الإثارة مع نمو هذه الأسرة ، ومع ذلك فهو عالم متغير متبدل تؤثر فيه العوامل الخارجية كما تؤثر عليه العوامل الداخلية ، والأسرة لا تعتمد في تركيبها على أفرادها فحسب ، بل أيضاً على شبكة منظومية متداخلة تجمع الجميع ضمن إطار تفاعلي حاضن يؤثر في الجميع ويحصر سلوكهم ضمن مداركهم الخاصة . 

فالأسرة مهما بلغ حجمها فإن مبادئ التفاعل فيها تبقى ضمن قوانين وقواعد الحياة العامة ، ولا يمكنها الخروج عنها ، وسأخصص حديثي هنا عن المشكلة و الدور المنظومي في تشكلها . 

تعتمد المشكلات داخل الأسرة على نمطية التفاعل الداخلي ومستوى ذلك التفاعل ونوعه ،  وهذا يعطي خيارات لا محدودة من التأثيرات والنتائج ، وعلينا أن نعي مصادر السلوك ( المشكلة ) داخل المنظومة ، لأنه سيؤثر على بقية أفراد الأسرة بشكل أو بآخر مما يعني تغيراً شاملاً في تشكيل الخريطة السلوكية داخل الأسرة مع مرور الوقت .. ونرحب بهذا في تعزيز السلوك الإيجابي ، في حين أن تحديد المصدر مهم للقضاء على السلوك السلبي في مهده متى وجد . 

ومن أبرز المخاطر السلوكية المؤثرة في منظومة الأسرة ، هو التجاهل أو التأجيل في معالجة مقدمات السلوك السلبي ، حيث يعني بناء تركيب منظومي أسري معقد ضمن سياق سلبي تصعب معالجته ، وعليه فإن التفاعل السريع في حينه هو من أبرز خصائص الأسر الناجحة ، حيث يرتبط الفعل برد الفعل في ذات السياق الزمني ، مغلقين الأبواب أمام أي عارض سلبي ممتد ضمن المنظومة ، وهذا السلوك التفاعلي الحي النشط ، يجدد حياة الأسرة كما يتجدد الماء في نهر جاري . 

إن التفاعل السلوكي الحي الإيجابي  يدعم النمو الفكري لأفراد الأسرة ويعزز الأخلاق ، ويساهم في بناء شخصيات فاعلة في عالمها الأكبر ( الحياة ) وينشط الذكاءات ، حيث يكون للحيوية العقلية والسلوكية ضمن الإتصال البشري أثره على أفراد الأسرة و بيئة هذه الأسرة ضمن المجتمع ونشاط هذا المجتمع في منظومة الجنس البشري على الكوكب . 

الفرق بين الأسر الناجحة والأسر غير الناجحة يعتمد على طبيعة المنظومة الأسرية ومستوى الإيجابية فيها ، وسأبين الفرق بينهما : 

من خصائص الأسرة ذات المنظومة السلبية : 

١- تعتمد على الفردية الشخصية .

٢- تفتقر للتعاون المشترك . 

٣- لا تدعم الحقوق وتهتم بالتهدئة الدائمة . 

٤- تتجاهل الأحداث و أفرادها يتنصلون من المسؤوليات . 

٥- بتعميم السرية على جوانب الحياة الفردية . 

٦- إمكانية التخلي عن أي عضو من الأسرة . 

٧- غياب الودية والتفاعل السلبي ضمن ردود أفعال عنيفة عند الخلاف .

٨- التعليم والتدريب الداخلي للنشئ ليس ضمن دور أفرادها . 

٩- ربما افتقرت للقيادة ، وكانت تحت ظل قيادة دكتاتورية أو متراخية ، وكلى هاذين النمطين القياديين في السياق السلبي ستدعم تلك الخصائص العامة . 

ونجد بأن هذه الأسرة غير قادرة على إنتاج أفراد فاعلين ، لأن منظومتها تعتمد أنماطاً سلوكية سلبية ، وتشكل بناءً أسرياً مختل التقاسيم . وتنمو فيها المشكلات كالفطر ويتمكن منها الصدأ حتى يطيح بها . 

خصائص الأسرة ذات المنظومة الإيجابية : 

١- تعتمد على المعرفة وتنمي المهارة الفردية . 

٢- تعزز الإستقلال العقلي ضمن إطار الجماعة . 

٣- تدعم التعاون وتعزز الأخلاق . 

٤- تباشر المشكلات في حينها ضمن إطار تعاوني مشترك ، لحسم المواقف .

٥- تفعل دور الأسرة ضمن محيطها الإجتماعي . 

٦- تعزز الطموح الفردي وتربطه بمنجزات الأسرة ، وتستثمره لتحسين حياة الآخرين . 

٧- تساهم في دعم المخفق وتعزز عوامله النفسية الإيجابية للنهوض به ضمن الجماعة الأسرية .

٨- يشترك الجميع في رسم معالم حياة الأسرة المستقبلية ضمن لوحة الحياة . 

٩- تتمتع بقيادة مرنة ومعززة للطموح وتمتلك رؤية واضحة لخلق واقع جميل ومشرق . 

ونجد بأن هذه الأسرة تساهم في بناء أمة ، وتحقيق ريادة وتنتج أفراداً قادرين على البناء والإبداع والتطور الذاتي . 

*مقال أرشيفي سبق نشره

Comments: 0