عالم المطلقات 3 / 1

Views: 1029
عالم المطلقات 3 / 1
فيصل خالد الغريب
المستشار وخبير الاتصال البشري
@dr_faisalkhaled
هل أصبحت جزءاً من عالم المطلقات ؟ .. لا بأس .. هذه ليست مشكلة ، يحدث هذا لكثيرات حول العالم ويعشن حياة أكثر استقراراً من ذي قبل في كثير من الحالات ، فالأمر عائد لاستراتيجيات تفكيرهن ونظرتهن للحياة .. في هذا التسلسل المعرفي السلس ، سارسم لك خارطة نجاح ، تساعدك على تخطي الأمر بوعي تام ، ومهارة فائقة .. كل ما عليك ، هو فتح عقلك للنجاح الذي ينتظرك في مشوار حياتك في عالم المطلقات ، سواءاً أكنت فيه إلى الأبد أو كنت فيه لفترة محدودة ، الأمر هنا يتعلق بالقضاء والقدر ، ولكننا إن توقعنا الأسوأ فإننا سنخطط للأفضل ، وسنسعى لأفضل مكاسبه ، وهذا ما ستلاحظينه خلال هذه السلسلة .
لماذا حدث هذا ؟ 
عليك فهم أمر مهم أولاْ .. فالطلاق لو لم يكن حلاً لما تم تشريعه في الإسلام ، وعليك تصور الحياة الزوجية المتهالكة ، لو كان الطلاق محرماً أو ممنوعاً !! .. أنت في الإتجاه الصحيح الآن وعليك تدبر أمر مستقبلك بعناية .
فمن غير المنطقي العيش على حافة الجحيم دون أمل في النجاة ، فالطلاقة خط رجعة وطوق نجاة ، لتصحيح الموقف لكلى الطليقين ، إنه عملية إجرائية بسيطة تتم وفق ضوابط صارمة ومحسوبة العواقب ، وهي ليست سلاحاً ولا عقوبة ، وإنما قرار مصيري يتم بكلمة واحدة ذات ثقل معنوي ، تجر خلفها سعادة متوقعة للطليقين .. فالطلاق بداية نجاح لحياة أكثر إشراقاً وانسجاماً وحرية .
ولست هنا أحفز على الطلاق ، ولكنه عندما يقع ، فإن علينا أن لا نوقف الزمن – لأنه لن يتوقف – و أن لا نكثر النظر إلى الخلف زيادة على الاعتبار بما مضا ، فالأمر برمته لا يستحق بأن نسخر له بقية حياتنا ، وعلينا دائماً النظر إلى المستقبل بروح متفائلة ونظرة مشرقة ، فالبكاء لا يجلب السعادة هنا .
قضاء وقدر 
القضاء والقدر يخفي المنح داخل المحن عادة ، لا يمكن تصور الأمور من خلال عقولنا المحدودة بعالم الشهادة فالغيب هنا يسيطر على الموقف .. فعليك بالتفاؤل والعمل الإيجابي لتحقيق فرق تميز ونجاح في حياتك ، وهذا ما سيجذب لك السعادة ، فخيار العمل الإيجابي نحو حياة أسعد هو الخيار الأفضل هنا .
فنحن لا ندري ما يخبؤه لنا الله تعالى في طيات أقداره ، إلا أننا ندرك بأن الله لا يقدر إلا الخير لعباده ، وعلينا أن نسلم للقضاء ، فهذا الطلاق ليس إلا نعمة في صورة بلاء ، و إن كنا نرى بالعين غير ذلك ، فكوني على يقين بأن شيئاً مفرحاً ينتظرك . وليس بالضرورة أن تعي هذا الخير أو حتى تدركيه ، فالبدائل الإيجابية ستظهر في صور عدة في حياتك ، وكل ما عليك هو التسليم لله وليس التفاوض أو المقابلة معه جل في علاه ، إذ لا يمكنك طلب مقابل منه سبحانه حراء محنة أو ابتلاء .
الزوج ليس كل شيء 
تذكري كم كانت حياتك مكتملة الأركان دون زوج طيلة نشأتك ، وبما أن الزوج سيكون عوناً وسنداً فإنه في الواقع يأخذ دور الأب والأخ مع إضافة شخصية لا ترتكز عليها الحياة كركن يقع البناء عند سقوطه ، فأهمية الزوج لا تعني ضرورة وجوده المطلق في حياتك .
تمكن نساء كثر من العيش دون زوج ، أي أنهن لم يربطن سعادتهن وكفاءة وجودهن في الحياة ، بوجود زوج إلى جانبهن ، مع التأكيد بأن وجوده سيسهل المثير من مصاعب الحياة ، وسيضفي للحياة طعماً آخر ، إلا أن ذلك ليس محور حياة أي إنسان ، فالحياة يمكنها الاستمرار دون رهنها بأي شخص في هذا العالم .
ماذا لوعشت وحيدة في جزيرة منعزلة عن العالم في وسط المحيط الهادي ، مع توفر كامل نقومات الحياة ، من مأكل ومشرب ومكان للمبيت فيه ، هل ستستلمين للموت وحيدة ، أم أنك ستصنعين عالمك الخاص مع مخلوقات ذلك المكان الذي يمكنك وبنظرة إيحابية واحدة ، أن تجعليه جنة ، وربما كان عليك قراءة قصة روبنسون كروزو ، أو ماشابه ، فالحياة تستمر حتى و إن كنت بلا زوج .
كل ما عليك هو الاعتماد على نفسك منتظرة أن يأذن الله تعالى لك بمن يشاركك الحياة ، و إلى ذلك الحين استمتعي بحياة التفرد الشخصي و قيادة الذات ، ومع هذا وذاك سنبقى نحن من حولك واقفين إلى جانبك جميعاً ، وفوق ذلك كله ( الله معك ) ، وفي العدد التالي سأعطيك المزيد من معرفة هذا العالم وكيفية التعامل معه ، ستتعانلين مع الوحدة و الحاجة الغريزية الفطرية و نظرة المجتمع بشكل أكثر وعياً ومرونة بل واستمتاعاً .. إلى ذلك الحين ، اسمتعي بشرب كأس من العصير البارد ، وتأملي ماذركته لك آفناً … وإلى اللقاء .
Comments: 0